و إن كانت في الآخرة فتكون رجعتهم مقدمة على رجعته لأن الموطن يقتضي ذلك فإن كل من حضر من الخلق في ذلك المشهد سقط في يديه و رجع بالضرورة إلى ربه فيرجع اللّٰه إليهم و عليهم فمنهم من يرجع اللّٰه عليه بالرحمة في القيامة و منازلها و منهم من يرجع عليه بالرحمة بعد دخول النار و ذلك بحسب ما تعطيه الأحوال و يقع به الشهود و الأمر في ذلك كله حسي و معنوي فإن العالم كله حرف جاء لمعنى معناه اللّٰه ليظهر فيه أحكامه إذ لا يكون في نفسه محلا لظهور أحكامه فلا يزال المعنى مرتبطا بالحرف فلا يزال اللّٰه مع العالم قال تعالى ﴿وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ﴾ [الحديد:4] فالداخل إلى هذا المنزل في أول قدم يضعه فيه يحصل له من اللّٰه تسعة و تسعون تجليا مائة إلا واحدا تتقدم إليه منها تسعة يرى فيها صورته فيعلم حقيقته ثم بعد ذلك يقام في التسعين فيرى ما لم يكن يعلم من حضرة جمع و منعة و علو عن المقاوم فينزل الحق إليه معلما له علما من لدنه و قد تقدمت الرحمة له عند دخوله و هذا منزل خضر صاحب موسى ع
[أن أهلية الشيء لأمر ما أنما هو نعت ذاتي]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية