«قال ﷺ في حق نفسه لا يكمل لعبد الايمان حتى أكون أحب إليه من أهله و ماله و الناس أجمعين» و لهذا يشترط في البيعة المنشط و المكره لأن الإنسان ما ينشط إلا إذا وافق اللّٰه هوى نفسه و المكره إذا خالف أمر اللّٰه هوى نفسه فيقوم به على كره لإنصافه و وفائه بحكم البيعة فإنه ما بايع إلا اللّٰه إذ كانت ﴿يَدُ اللّٰهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾ [الفتح:10] و ما شاهدوا بالأبصار إلا يد هذا الشخص الذي بايعوه و النفس أبدا في الغالب تحت حكم مزاجها و القليل من الناس من يحكم نفسه على طبيعته و مزاجه فإن الأمومة للجسم المسوي و النبوة للنفس و قد أمر الإنسان بالإحسان لأبويه و البر بهما و امتثال أوامرهما ما لم يأمره أحد الأبوين بمخالفة أمر الحق فلا يطعه كما قال تعالى ﴿وَ إِنْ جٰاهَدٰاكَ عَلىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مٰا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاٰ تُطِعْهُمٰا وَ صٰاحِبْهُمٰا فِي الدُّنْيٰا مَعْرُوفاً﴾ [لقمان:15] ﴿وَ اتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنٰابَ إِلَيَّ﴾ [لقمان:15] فأمر باتباع المنيبين إلى اللّٰه و مخالفة نفوسهم إن أبت ذلك فحق الإمام أحق بالاتباع قال اللّٰه تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية