﴿لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [يونس:24] كما هي آيات ﴿لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ﴾ [يونس:6] فالمتقي يتولى اللّٰه تعليمه فلا يدخل علمه شك و لا شبهة و المتفكر ناظر إلى قوة مخلوقة فيصيب و يخطئ و إذا أصاب يقبل دخول الشبهة عليه بالقوة التي أفادته الإصابة لاختلاف الطرق فالمتقي صاحب بصيرة و المتفكر بين البصر و البصيرة لم يبق مع البصر و لا يخلص للبصيرة فلنذكر في هذا المنزل مسألة من مسائله كإخوانه من المنازل و هو منزل شريف عال يسمى منزل النور في الطريق لأن اللّٰه جعله نورا و لم يجعله سراجا لما في السراج من الافتقار إلى الإمداد بالدهن لبقاء الضوء و لهذا كان الرسول ﴿سِرٰاجاً مُنِيراً﴾ [الأحزاب:46] للامداد الإلهي الذي هو الوحي و جعله منيرا أي ذا نور لما فيه من الاستعداد لقبول هذا الإمداد كالنار التي في رأس الفتيلة التي ينبعث منها الدخان الذي فيه ينزل النور على رأس الفتيلة من السراج فيظهر سراجا مثله و النور من الأسماء الإلهية و ليس السراج من أسمائها لأنه لا يستمد نوره من شيء فعرفت من هذا الاعتبار رتبة القمر من الشمس قال تعالى ﴿وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً﴾ [نوح:16] و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية