﴿أَنْ تَضِلَّ إِحْدٰاهُمٰا فَتُذَكِّرَ إِحْدٰاهُمَا الْأُخْرىٰ﴾ [البقرة:282] و التذكر لا يكون إلا عن نسيان فقد أخبر اللّٰه تعالى عن آدم أنه نسي و «قال ﷺ فنسي آدم فنسيت ذريته» فنسيان بنى آدم ذرية عن نسيان آدم كما نحن ذريته و هو وصف إلهي منه صدر في العالم قال تعالى ﴿نَسُوا اللّٰهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ [التوبة:67] على إن الحق ما وصف إحدى المرأتين إلا بالحيرة فيما شهدت فيه ما وصفها بالنسيان و الحيرة نصف النسيان لا كله و نسب النسيان على الكمال للرجل فقال ﴿فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً﴾ [ طه:115] فقد يمكن أن ينسى الرجل الشهادة رأسا و لا يتذكرها و لا يمكن أن تنسى إحدى المرأتين و هي المذكرة لا على التعيين فتذكر التي ضلت عما شهدت فيه فإن خبر اللّٰه صدق بلا شك و هو قد أخبر في هذه الآية أن إحداهما تذكر الأخرى فلا بد أن تكون الواحدة لا تضل عن الشهادة و لا تنسى فقد اتصفت المرأة الواحدة في الشهادة بأخبار الحق عنها بصفة إلهية و هو قول موسى الذي حكي عنه في القرآن ﴿لاٰ يَضِلُّ رَبِّي وَ لاٰ يَنْسىٰ﴾ [ طه:52]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية