﴿رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ﴾ [الأنبياء:112] و أكثر من هذا النزول الإلهي إلى العباد ما يكون فيا أيها العبد أ ليس هذا من كرمه أ ليس هذا من لطفه أ لم يف سبحانه بكل ما أوجبه على نفسه أ لم يف بعهد كل من وفى له بعهده أ لم يصفح و عفا عن كثير مما لو شاء آخذ به عباده أين أنت أين نظرك من هذا الفضل العظيم من رب قاهر قادر لا يعارض و لا يغالب
[أن سبب وصف القبضتين بالتسبيح كونهما مقبوضتين للحق تعالى]
و اعلم أن سبب وصف القبضتين بالتسبيح كونهما مقبوضتين للحق تعالى فجعل القبضتين في يده فقال هؤلاء للنار و لا أبالي و هؤلاء للجنة و لا أبالي فهم ما عرفوا إلا اللّٰه فهم يسبحونه و يمجدونه لأنهم في قبضته و لا خروج لهم عن القبضة ثم إن اللّٰه بكرمه لم يقل فهؤلاء للعذاب و لا أبالي و هؤلاء للنعيم و لا أبالي و إنما أضافهم إلى الدارين ليعمروهما و كذا «ورد في الخبر الصحيح أن اللّٰه لما خلق الجنة و النار قال لكل واحدة منها لها على ملؤها»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية