﴿وَ إِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمّٰا تَعُدُّونَ﴾ [الحج:47] يعني من أيامنا هذه المعلومة و نحن نعلم قطعا إن الأماكن التي يكون فيها النهار من ستة أشهر و الليل كذلك إن ذلك يوم واحد في حق ذلك الموضع فيوم ذلك الموضع ثلاثمائة يوم و ستون يوما مما نعده فقد أنبأتك بمكانة هذه الأقلام التي سمع صوت كتابتها رسول اللّٰه ﷺ من العلم الإلهي و من يمدها و إلى أي حقيقة إلهية مستندها و ما أثرها في العالم العلوي من الأملاك و الكواكب و الأفلاك و ما أثرها في العناصر و المولدات و هو كشف عجيب يحوي على أسرار غريبة من أحكام هذه الأقلام تكون جميع التأثيرات في العالم دائما و لا بد لها أن تكتب و تثبت انتثار الكواكب و انحلال هذه الأجرام الفلكية و خراب هذه الدار الدنياوية و انتقال العمارة في حق السعداء إلى الجنان العلية التي أرضها سطح الفلك الثامن و جهنم إلى أسفل سافلين و هي دار الأشقياء و قد ذكرنا ذلك في هذا الكتاب في باب الجنة و في باب النار و أما القلم الأعلى فأثبت في اللوح المحفوظ كل شيء يجري من هذه الأقلام من محو و إثبات ففي اللوح المحفوظ إثبات المحو في هذه الألواح و إثبات الإثبات و محو الإثبات عند وقوع الحكم و إنشاء أمر آخر فهو لوح مقدس عن المحو فهو الذي يمده القلم الإلهي باختلاف الأمور و عواقبها مفصلة مسطرة بتقدير العزيز العليم و لقلوب الأولياء من طريق الكشف الإلهي الحقيقي في التمثيل من هذه الأقلام كشف صحيح كما مثلت الجنة لرسول اللّٰه ﷺ في عرض الحائط و إنما قلنا إن ذلك الممثل حقيقة مع كونه ممثلا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية