﴿مٰا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ﴾ [ق:29] و لرائحة الجبر فيه أعقبه ﴿وَ مٰا أَنَا بِظَلاّٰمٍ لِلْعَبِيدِ﴾ [ق:29] لئلا يتوهم متوهم ذلك إذ كان الحكم للعلم فيه فلم أخذ بما هو عليه مجبور غير مختار و من علم ما ذكرناه من تجلى الحق في مرآة العدم لظهور صور أعيان الممكنات على صورة الوجوب هان عليه هذا كله و عرف أصله و استراح راحة الأبد و علم إن الممكن ما خرج عن حضرة إمكانه لا في حال وجوده و لا في حال عدمه و التجلي له مستصحب و الأحوال عليه تتحول و تطرأ فهو بين حال عدمي و حال وجودي و العين هي تلك العين و هذا من العلم المكنون الذي قيل فيه إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العالمون بالله فإذا نطقوا به لم ينكره إلا أهل الغرة بالله و لهذا كان الجن و الأرواح لو بعث إليهم أحسن ردا على النبي ﷺ حين كان يقرأ عليهم القرآن من الإنس و كذا قال لأصحابه و ذلك لأنهم إلى هذه الحضرة أقرب نسبة و إلى عالم الغيب فإن لهم التحول في الصور ظاهرا و باطنا فكان استماعهم لكلام اللّٰه أوثق و أحسن للمشاركة في سرعة التنوع و التقلب من حال إلى حال و هو من صفات الكلام فهم بالصفة إليه أقرب مناسبة و أعلم بكلام اللّٰه منا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية