﴿أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلىٰ﴾ [الأعراف:172] فشهد على نطقهم من حضر ممن ذكرنا بالإقرار بربوبيته عليهم و عبوديتهم له فلو كان له شريك فيهم لما أقروا بالملك له مطلقا فإن ذلك موضع حق من أجل الشهادة فنفس إطلاقهم بالملك له بأنه ربهم هو عين نفي الشريك و إنما قلنا ذلك لأنه لم يجر للتوحيد هنا لفظ أصلا و لكن المعنى يعطيه و لما كان الموت سببا لتفريق المجموع و فصل الاتصالات و شتات الشمل سمي التفريق الذي هو بهذه المثابة موتا فقال تعالى ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللّٰهِ وَ كُنْتُمْ أَمْوٰاتاً فَأَحْيٰاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ﴾ [البقرة:28] أي كنتم متفرقين في كل جزء من عالم الطبيعة فجمعكم و أحياكم ثم يميتكم أي يردكم متفرقين أرواحكم مفارقة لصور أجسامكم ثم يحييكم الحياة الدنيا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية