﴿وَ كٰانَ اللّٰهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [النساء:96] و ﴿كٰانَ اللّٰهُ شٰاكِراً عَلِيماً﴾ [النساء:147] و ما أطلق عليه الآن لما ذكرناه لأنه نص في الزمان اسم علم له و معناه الظرف كما جاء الاستواء على العرش بلفظ العرش و لفظ الاستواء و ما هو نص في ظرفية المكان بخلاف اسم لفظة المكان فإنه نص بالوضع في ظرفيته و المتمكن في المكان نص فيه فعدل إلى الاستواء و العرش ليسوغ التأويل الذي يليق بالجناب العالي لمن يتأول و لا بد و الأولى التسليم لله فيما قاله ورد ذلك إلى علمه سبحانه بما أراده في هذا الخطاب و نفى التشبيه المفهوم منه بقوله ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] على زيادة الكاف أو فرض المثل إذ كان لا يستحيل فرض المحال و مما يتضمن هذا المنزل علم العالم العلوي المختص بالفلك الأطلس خاصة و من عمارة و ما تسبيحهم و ما يتعلق به عمن يأخذ و لمن يعطي و من يتلقى منه و العطاء الذاتي و هو عطاء العلة و العطاء الإرادي و هو عطاء الاختيار و معرفة الآخرة و معرفة ما يحصل من التجلي في نفس العبد و تأثير الضعيف في القوي و ما تؤدي إليه الأغراض و الأهواء الربانية السارية في العالم التي يدعيها كل أحد من الحيوان الإنسان و غيره و معرفة الصلاح الذي تسأله الأنبياء من اللّٰه و التصديق الإنساني خاصة و لمن يصدق و بما ذا يصدق و ما ذا يرد و هل يلزمه التصديق بما يحيله دليل العقل و ما منزلته عند اللّٰه و أين ينتهي بصاحبه و هل المؤمنون فيه على السواء أو يتفاضلون و هل يقبل الزيادة و النقص أو هل ينقص في وقت عند قيام شبهة على ما وقع به التصديق و هل إذا قام به النقص في مسألة من مسائل الايمان هل يسرى ذلك النقص في الايمان كله أو يؤثر في زواله بالكلية أو هو مقصور على ما وقعت عليه الشبهة و معرفة سرعة الأخذ الإلهي ما سببها فإنه لما أطلعني اللّٰه تعالى على إنزال هذه الآية بالإنزال الذي يرد على أمثالنا ممن ليس بنبي فإن القرآن و كل كلام ينزل على التالين و المتكلمين في حال تلاوتهم و كلامهم و لو لا ذلك ما تلوا و لا تكلموا و هنا لطائف إلهية لمن نظر فقيل لي اقرأ قلت و ما أقرأ فقيل لي اقرأ
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية