﴿لِيَبْلُوَكُمْ﴾ [المائدة:48] و ليس للمؤمن أن يبتلي المؤمن إلا بأمر إلهي فيكون الابتلاء لله تعالى و منه لا منهم مثل قوله تعالى ﴿فَامْتَحِنُوهُنَّ﴾ [الممتحنة:10] فالله أمر بذلك فامتثل العبد أمر سيده كالسلطان يأمر بعذاب شخص فيتولى عذابه من أمر بتعذيبه و إن كان شفيقا عليه و لكن أمر السلطان واجب أن يمتثل للمرتبة لما يقتضيه من الهيبة فالابتلاء لا يكون إلا لله و كل من ابتلى أحدا من المؤمنين بغير أمر إلهي فإن اللّٰه يؤاخذه على ذلك و بهذا المقام انفرد الاسم الخبير و هو من أعجب أحكام الأسماء لأن الخبرة إنما جاءت لاستفادة علم المخبر المختبر و هنا في الجناب الإلهي العلم محقق بما يكون من هذا المختبر اسم مفعول فلا يستفيد علما المختبر اسم فاعل فيظهر أنه لا حكم لهذا الاسم و كان الأولى به العبد لجهله بما يكون من المختبر اسم مفعول و العبد ممنوع من الاختيار إلا بأمر إلهي فقد يسمى اللّٰه تعالى بما يستحقه العبد فحكمه في جناب الحق إفادة العلم للمختبر في نفسه بهذا الاختبار لإقامة الحجة عليه و له فلهذا لا يلحق الخبير بصفة العلم كما ألحقه أبو حامد و الأسفراييني و أكثر الناس و لو كان كما زعموا لكان نقصا و إنما أوقعهم في ذلك قوله تعالى ﴿حَتّٰى نَعْلَمَ﴾ [محمد:31]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية