يريد في البيت الخامس قوله تعالى ﴿أَ فَلاٰ يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَ إِلَى السَّمٰاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَ إِلَى الْجِبٰالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَ إِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾ يريد الاعتبار في ذلك
[أن درجات الجنة على عدد دركات النار]
اعلم وفقنا اللّٰه و إياك أن درجات الجنة على عدد دركات النار فما من درج إلا و يقابله درك من النار و ذلك أن الأمر و النهي لا يخلو الإنسان إما أن يعمل بالأمر أو لا يعمل فإن همل به كانت له درجة في الجنة معينة لذلك العمل خاصة و في موازنة هذه الدرجة المخصوصة لهذا العمل الخاص إذا تركه الإنسان درك في النار لو سقطت حصاة من تلك الدرجة في الجنة لوقعت على خط استواء في ذلك الدرك من النار فإذا سقط الإنسان من العمل بما أمر فلم يعمل كان ذلك الترك لذلك العمل عين سقوطه إلى ذلك الدرك قال تعالى ﴿فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوٰاءِ الْجَحِيمِ﴾ [الصافات:55]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية