و أما خيبة المعتمد على الأمور التي نصبها اللّٰه للاعتماد عليها و لما ذا يخيب صاحبها مع كون الحق نصبها لهذا الأمر و أهلها له فاعلم أيها الأخ الولي أن الأمور التي نصبها الحق للاعتماد عليها ما خرجت عنه و لكن جعلها هذا الخائب أربابا من دون اللّٰه فاعتمد عليها لذواتها لا على من جعلها فاضربه الجهل كما ذكرناه آنفا فالآثار الظاهرة عن نور الشمس في مرآة البدر إذا نظر فيه الناظر و اعتمد على الشمس في ذلك من حيث هذا المجلى الخاص الذي ربط اللّٰه الأثر به فهذا لا يخيب فاته أعطى الأمر حقه و هذا لا ينكسف البدر في حقه أبدا و الذي يخيب هو الذي ينكسف البدر في حقه فيبقى في ظلمة جهله مع وجود ذات المرآة القمرية فيكون هذا الخائب مع ذلك المظهر في الظلمات فإن القمر قد حجب في حق هذا الشخص الذي كان يعتمد عليه ﴿إِنَّكُمْ وَ مٰا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾ [الأنبياء:98] و هي الظلمة فإن الظلمة جهنم و أية ظلمة و أي جهنم أعظم من الجهل و بها شبه اللّٰه في قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية