و قد تقدم الكلام على هذا الفصل في فصل المعارف من هذا الكتاب في باب الآباء العلويات و الأمهات السفليات فلينظر هنالك و لنذكر في هذا المنزل ما يتعلق به و هو أن المعاني تنكح الأجسام نكاحا غيبيا معنويا فيتولد بينهما أحكامهما و ذلك حجاب على اليد الإلهية الغيبية التي ما من شأنها أن تدرك و من ذلك جميع الصور الظاهرة في الهباء الهباء لها كالمرأة و الصور لها كالبعل و لا يوجد عنهما إلا أعيانهما و هذا من أعجب الأسرار أن يكون الولد عين الأب و الأم لمن هو لهما ولد و الأب و الأم عين الولد لمن هما له أبوان و هو الذي أشار إليه الحلاج رحمه اللّٰه في قوله ولدت أمي أباها و لا يكون الوالد عين الولد لمن هو له والد و هو له ولد إلا في هذا النكاح و من هذا الباب قوله ﴿كُنْ﴾ [البقرة:12] و هي كلمة أمر التكوين و قال في عيسى إنه كلمة اللّٰه :
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية