و قوله الزمان و لم يقل الدهر و لا غيره ينبه على وجود الميزان فإنه ما خرج عن الحروف التي في الميزان بذكر الزمان و جعل ياء الميزان مما يلي الزاي و خفف الزاي و عددها في الزمان إشعارا بأن في هذه الزاي حرفا مدغما فكان أول وجود الزمان في الميزان للعدل الروحاني و في الاسم الباطن لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم بقوله كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين ثم استدار بعد انقضاء دورة الزمان التي هي ثمانية و سبعون ألف سنة ثم ابتدأت دورة أخرى من الزمان بالاسم الظاهر فظهر فيها جسم محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و ظهرت شريعته على التعيين و التصريح لا بالكناية و اتصل الحكم بالآخرة فقال تعالى ﴿وَ نَضَعُ الْمَوٰازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيٰامَةِ﴾ [الأنبياء:47] و قيل لنا ﴿وَ أَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَ لاٰ تُخْسِرُوا الْمِيزٰانَ﴾ [الرحمن:9]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية