﴿هُوَ الْفَتّٰاحُ الْعَلِيمُ﴾ [ سبإ:26] ثم قيل لي هذا القفل مفتاحه من مفاتيح الغيب لا يعلمه إلا هو : فقلت ذلك فانفتح القفل و انفتحت الخزانة فرأيت صور العلوم على عدد حركات المفاتيح و رأيت صورة علم زائد على ما رأيت من الصور التي ظهرت على عدد حركات المفاتيح فقلت ما هذا العلم فقال العلم الساري في المعلومات و العلوم فجميع العلوم معلومات بهذا العلم لا بأنفسها فعلمت إن أبا المعالي الجويني لما قال إذ بالعلم يعلم العلم كما يعلم به سائر المعلومات و أراد أن العلم الذي به يعلم معلوم ما به يعلم نفس العلم و ليس الأمر كما زعم بل يعلم العلم بهذا العلم الساري فتكون العلوم به معلومة و هو لا بعلم فاعلم ذلك فهذا هو الذي أعطاه الكشف كشف المعاني لا كشف الصور و هذه العلوم التي رأيت في هذه الخزانة الثانية علوم القدرة و الاقتدار و العلوم التي تتكون عنها الأشياء و تظهر بها الأعيان المضافة إلى الأكوان و هي أعيان أفعال منسوبة إلى العباد فهذا المنزل يحكم عليها بالهلاك بسبب العلم الساري الذي صحبها و هو هلاك إضافة و نسبة لا هلاك عين فالذي هلك إنما هو نسبة هذه الأفعال إلى العباد فيعطيه هذا المنزل أن هذه النسبة ليست بصحيحة و هو عين هلاكها و أطلعه العلم الساري إنها أفعال اللّٰه فأعيان أفعال العباد بريئة من الهلاك فحصلت من هذه الحركة علوم التكوين و سر قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية