[أن منزل تنزية التوحيد يطلب الأحدية]
و اعلم أن هذا المنزل و إن كان يطلب الأحدية و التنزيه من جميع الوجوه فإنه يظهر في الكشف الصوري المقيد بالظاهر كالبيت القائم على خمسة أعمدة عليها سقف مرفوع محيط به حيطان لا باب فيها مفتوح فليس لأحد فيه دخول بوجه من الوجوه لكن خارج البيت عمود قائم ملصق إلى حائط البيت يتمسح به أهل الكشف كما يقبلون و يتمسحون بالحجر الأسود الذي جعله اللّٰه خارج البيت و جعله يمينا له و أضافه إليه لا إلى البيت كذلك هذا العمود لا يضاف إلى هذا المنزل و إن كان منه إلا أنه ليس هو خاصا به فإنه موجود في كل منزل إلهي و كأنه ترجمان بيننا و بين ما تعطيه المنازل من المعارف و قد نبه على ذلك ابن مسرة الجبلي في كتاب الحروف له و هذا العمود له لسان فصيح يعبر لنا عما تحويه المنازل فنستفيد منه علم ذلك و من المنازل ما ندخل فيه و نمشي في زواياه فنجد الأمر على حد ما عرفناه فيه و من المنازل ما لا سبيل لنا إلى الدخول فيه مثل هذا المنزل فنأخذ من هذا العمود التعريف بحكم التسليم فإنه قد قام الدليل لنا على عصمته فيما يخاطبنا به في عالم الكشف كالرسول في عالم الحس فهو لسان حق و من الناس من يلحقه بأعمدة البيت فإن بعض الحائط عليه و لا يظهر لنا منه إلا وجه واحد و سائره مستور في الحائط فيقول بعض المكاشفين إن البيت قائم على ستة أعمدة فلا تناقض بين مثبتي الخمسة و الستة في قيام البيت عليها فقد بينا لك ذلك حتى لا تتخيل أن الحق في أحد القولين و مع إحدى الطائفتين فكل طائفة منهما صادقة فلهذا أخبرتك بكيفية ذلك و هكذا جميع ما يظهر للناس أنهم اختلفوا فيه فليس بين القوم بحمد اللّٰه خلاف فيما يتحققون به بل هم في شغلهم أصح و أحق من أهل الحس فيما يدركونه بحواسهم و اعلم أن الدخول لهذا المنزل من الدينار الثاني الذي للرجولية و النهاية فيه إلى الدينار الرابع و هو تمام الرجولية التي بها يسمى الشخص رجلا كما قد قدمناه في ترتيب الايمان و الولاية و النبوة و الرسالة و لا خامس لها يكون خامس خمسة بل قد يكون لها خامس أربعة فاعلم ذلك و إذا تفطنت إلى ما فصله الحق تعالى عرفت أنت تفصيله فيما أجمله في قوله ﴿وَ لاٰ أَدْنىٰ مِنْ ذٰلِكَ﴾ [المجادلة:7] يعني الاثنين
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية