أي يفرقه فيهم الحديث كما قاله عليه السلام فإنا أوردناه من جهة المعنى و بعض ألفاظه صلى اللّٰه عليه و سلم فسماه حسدا و قد يسمى الشيء باسم الشيء بما يقاربه أو يكون منه بسبب و بعد أن فصلنا ما أردنا ارتفع الإشكال فيما قصدناه و نحن إنما أردنا ما أراد اللّٰه تعالى بقوله ﴿وَ مِنْ شَرِّ حٰاسِدٍ إِذٰا حَسَدَ﴾ [الفلق:5] و ليس الشر في طلب نيل مثله و إنما الشر في طلب زواله ممن هو عنده و لما قلنا إن عبد الرب له خمس درجات و إنه يزيد على عبد الملك بأربع درجات كان هذا المنزل على خمس درجات و الدرجة السادسة التي لهذا المنزل فيها خلاف بين أهل هذا الشأن فمنهم من جعلها درجة مستقلة بنفسها لكنها فاصلة بين مقامين من المقامات الإلهية و ليس هو مذهبنا و منهم من جعلها درجة سادسة في عين هذا المقام و هو مذهبنا و هذه الدرجة تتضمن منزلا واحدا من منازل الغيب بالإجماع من أهل هذا الشأن و قيل ثلاث منازل بخلاف بينهم فأما ابن برجان فانفرد دون الجماعة بإظهار المنزل الثاني في هذه الدرجة من منازل الغيب و لم أعلم ذلك لغيره و له وجه في ذلك و لكن فيه بعد عظيم و إن كنا نحن قد ذهبنا إلى هذا المذهب في بعض كتبنا و لكن ليس في وجوده تلك القوة و إنما يظهر عند صنعة التحليل و الكلام على المفردات من علم هذا الطريق و هو مما يتعلق بمعرفة الهوية و لهذه الدرجة تسعة عشر منزلا من منازل الشهادة كل منزل من هذه المنازل يمنع ملكا من التسعة عشر الذين على النار فلا يصيب صاحب هذه الدرجة من النار شيء قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية