﴿وَ مٰا أَرْسَلْنٰا مِنْ رَسُولٍ إِلاّٰ بِلِسٰانِ قَوْمِهِ﴾ [ابراهيم:4] أي بما تواطئوا عليه و التجاوز و العفو عند العرب مما تواطئوا على الثناء به على من ظهر منه فالله أولى بهذه الصفة فقد عرفنا اللّٰه أن وعيده ينفذه فيمن شاء و يغفر لمن شاء : و مع هذه الوجوه فلا يتمكن زوال الرهبة من قلب العبد من نفوذ الوعيد لأنه لا يدري هل هو ممن يؤاخذ أو ممن يعفى عنه و قد قدمنا ما يجده المخالف عقيب المخالفة من الندم على ما وقع منه و هو عين التوبة فالحمد لله الذي جعل الندم توبة و وصف نفسه تعالى بأنه التواب الرحيم أي الذي يرجع على عباده في كل مخالفة بالرحمة له فيرزقه الندم عليها فيتوب العبد بتوبة اللّٰه عليه لقوله ﴿ثُمَّ تٰابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللّٰهَ هُوَ التَّوّٰابُ الرَّحِيمُ﴾ [التوبة:118] و أما الرهبة الثانية التي هي لتحقيق تقليب العلم فيخاف من عدم علمه بعلم اللّٰه فيه هل هو ممن يستبدل أم لا قال تعالى ﴿وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاٰ يَكُونُوا أَمْثٰالَكُمْ﴾ [محمد:38] فقد أعطى السبب و هو التولي و قد أعطى العلامة و هو عدم التولي عن الذكر لا عن اللّٰه فإن التولي عن اللّٰه لا يصح و لهذا قال لنبيه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية