الشافي فإذا كان هو عين العلة في قوله منك من «قوله أعوذ بك منك» فما شفاه إلا منه إذ لا شافي إلا اللّٰه فهو الشافي من كل علة فإن اللّٰه وضع الأسباب فلا يقدر على رفعها و وضع اللّٰه لها أحكاما فلا يمكن ردها و هو مسبب الأسباب فخلق الداء و الدواء و ما جعل الشفاء إلا له خاصة فالشفاء علة لإزالة المرض و ما كل علة شفاء فكل مسبب سبب و ما كل سبب مسبب لكن قد يكون مسبب الحكم لا مسبب العين كقوله ﴿أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّٰاعِ إِذٰا دَعٰانِ﴾ [البقرة:186] فالعلة إذا كانت بمعنى السبب لها حكم و إذا كانت بمعنى المرض لها حكم فهي بمعنى المرض داء و هي بمعنى السبب حكمة فالعلة تنبيه من الحق لعبده على كل حال فوقتا ينبهه من رقدة غفلته بأمر ينزل به و ذلك هو الداء و المرض فإذا فقد العافية أحس بالألم فعلم أن مصيبة نزلت به فشرع اللّٰه له أن يقول
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية