[أنوار الرياح]
و أما أنوار الرياح فهي تجليات الاسم البعيد و هي تجليات لا ينبغي أن يذكر اسمها و لا تكون إلا لأهل الإلهام و للتجلي في أنوار الملائكة في هذا مدخل و لكن في الباطن لا في الظاهر خاصة و هم ملائكة اللمات و الإلهام خاصة و الإلقاء في هذا التجلي على النفوس و من هذا التجلي تكون الخواطر و هي رياحية كلها لأن الرياح تمر و لا تثبت فإن قال أحد بثبوتها فليست ريحا و لذلك توصف بالمرور و تسمى بالخواطر و هي من راح يروح و الرائح ما هو مقيم و أما التجلي في الأنوار الطبيعية فهو التجلي الصوري المركب فيعطي من المعارف بحسب ما ظهر فيه من الصور و هو يعم من الفلك إلى أدنى الحشرات و هو السماء و العالم فهو تجل في السماء و العالم و من هذا التجلي تعرف المعاني و اللغات و صلاة كل صورة و تسبيحها و هو كشف جليل نافع مؤيد فيه يرى المكاشف موافقة العالم و أنه ما ثم مخالفة و من هنا يرى كل شيء ﴿يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء:44] و صاحب هذا المقام يرى على الشهود صور أعماله تكون حية مسبحة لله ذات روح ينفخ فيها صاحب هذا المقام و إن كانت في ظاهر الكون مخالفة و معصية فإنها مخالفة صحيحة إلا أنها حية ناطقة تستغفر لصاحبها لأنه سوى نشأتها مخلقة و قد تمدح اللّٰه بأنه خلق فسوى و من تسوية نشأتها مخلقة إنه لم يخرجها عن كونها معصية فلو أخرجها عن كونها معصية كانت غير مخلقة و شقي صاحبها و كان تسبيحها لعنة صاحبها فإنه أباح ما حرم اللّٰه فخرج عن الايمان بذلك فلا حظ له في الإسلام إلا أن يجدد إسلامه و يتوب و هذا تنبيه لم يزل أصحابه يكتمونه غيرة منهم و ضعفا و التنبيه عليه أولى لأنها نصيحة لله و لرسوله و لأئمة المسلمين و عامتهم فلا توجد أبدا معصية مخلقة إلا من مؤمن و من أعطى الشيء خلقه فقد جرى على السنن الإلهي فإن اللّٰه ﴿أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ﴾ [ طه:50]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية