و المدح بالتجاوز عن المسيء غاية المدح فالله أولى به تعالى و الصدق في الوعد مما يتمدح به قال تعالى ﴿فَلاٰ تَحْسَبَنَّ اللّٰهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ﴾ [ابراهيم:47] فذكر الوعد و أخبر عن الإيعاد في تمام الآية بقوله ﴿إِنَّ اللّٰهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقٰامٍ﴾ [ابراهيم:47] و قال في الوعيد بالمشيئة و في الوعد بنفوذه و لا بد و لم يعلقه بالمشيئة في حق المحسن لكن في حق المسيء علق المشيئة بالمغفرة و العذاب فيعتمد على وعد اللّٰه فلا ظهور له إلا بوجود ما وعد به و هو بعد ما وجد و الاعتماد عليه لا بد منه لما يعطيه التواطؤ في اللسان و صدق الخبر الإلهي بالدليل و اللّٰه عند ظن عبده به فليظن به خيرا و الظن هنا ينبغي أن يخرج مخرج العلم كما ظهر ذلك في قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية