و ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاٰنِ﴾ و فرغ ربك من كذا و كذا و ينزل ربنا إلى السماء و قد كان و لا سماء و لا عالم هل كان يوصف بالنزول إلى من أو من أين و لا أين ثم أحدث الأشياء فحدثت النسب فاستوى و نزل و أخذ الميزان فخفض و رفع بذا وردت الأخبار التي لا تردها العقول السليمة من الأهواء و الايمان بها واجب و الكيف غير معقول فهو الواحد الواجد الأحد الماجد الذي ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] لو لا وجود النفس و استعدادات المخارج في المتنفس ما ظهر للحروف عين و لو لا التأليف ما ظهر للكلمات عين فالوجود مرتبط بعضه ببعض فلو لا الحرج و الضيق ما كان للنفس الرحماني حكم فإن التنفيس هو إزالة عين الحرج و الضيق فالعدم نفس الحرج و الضيق فإنه يمكن أن يوجد هذا المعدوم فإذا علم الممكن إمكانه و هو في حال العدم كان في كرب الشوق إلى الوجود الذي تعطيه حقيقته ليأخذ بنصيبه من الخير فنفس الرحمن بنفسه هذا الحرج فأوجده فكان تنفيسه عنه إزالة حكم العدم فيه و كل موجود سوى اللّٰه فهو ممكن فله هذه الصفة فنفس الرحمن هو المعطي صور الممكنات الوجود كما أعطى النفس وجود الحروف فالعالم كلمات اللّٰه من حيث هذا النفس كما قال ﴿وَ كَلِمَتُهُ أَلْقٰاهٰا إِلىٰ مَرْيَمَ﴾ [النساء:171]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية