من كل ذكر و أنثى و ما جمع لمخلوق بين يديه سبحانه إلا لما خلق منها و هي طينة آدم عليه السلام خمرها بيديه و هو ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] و أقامها مقام العبودية فقال ﴿اَلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً﴾ [الملك:15] و جعل لها مرتبة النفس الكلية التي ظهر عنها العالم كذلك ظهر عن هذه الأرض من العالم المولدات إلى مقعر فلك المنازل و هذا الركن لا يستحيل إلى شيء و لا يستحيل إليه شيء و إن كان بهذه المثابة بقية الأركان و لكنه في هذا الركن أظهر حكما منه في غيره و
[الوجود الذهني و الوجود العيني]
اعلم أن كل معلوم يدخله التقسيم فإنه يدخل في الوجود الذهني لا بد من ذلك و قد يكون هذا الداخل في الوجود الذهني ممن يقبل الوجود العيني و قد يكون ممن لا يقبل الوجود العيني كالمحال و الذي يقبل الوجود العيني لا يخلو إما أن يكون قائما بنفسه و هو المقول عليه لا في موضوع و إما أن لا يكون فأما قسم ما يكون قائما بنفسه فلا يخلو إما أن يكون متحيزا أو غير متحيز و أما قسم لا في موضوع غير متحيز فلا يخلو إما أن يكون واجب الوجود لذاته و هو اللّٰه تعالى و إما أن يكون واجبا بغيره و هو الممكن و هذا الممكن إما أن يكون متحيزا أو غير متحيز و القسمة فيما هو قائم بنفسه من الممكنات فغير المتحيز كالنفوس الناطقة المدبرة لجوهر العالم النوراني و الطبيعي و العنصري و المتحيز إما أن يكون مركبا ذا أجزاء و إما أن لا يكون ذا أجزاء فإن لم يكن ذا أجزاء فهو الجوهر الفرد و إن كان ذا أجزاء فهو الجسم و أما القسم الذي هو في موضوع و هو الذي لا يقوم بنفسه و لا يتحيز إلا بحكم التبعية فلا يخلو إما أن يكون لازما للموضوع أو غير لازم في رأى العين و أما في نفس الأمر فلا شيء مما لا يقوم بنفسه يكون باقيا في نفس الأمر زائدا على زمان وجوده لكن منه ما تعقبه الأمثال و منه ما يعقبه ما ليس بمثل فأما الذي يعقبه الأمثال فهو الذي يتخيل أنه لازم كصفرة الذهب و سواد الزنجي و أما الذي لا تعقبه الأمثال فهو المسمى بالعرض و اللازم يسمى صفة و ليست المعلومات التي لها وجود عيني سوى ما ذكرنا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية