فثنى و هو قولنا تحفظ نفسها و غيرها فأما كونه ضدا فبما هو عاجز جاهل قاصر ميت أعمى أخرس ذو صمم فقير ذليل عدم و بما هو مثل ظهوره بجميع الأسماء الإلهية و الكونية فهو مثل للعالم و مثل للحضرة فجمع بين المثليتين و ليس ذلك لغيره من المخلوقين فهو حي عالم مريد قادر سميع بصير متكلم عزيز غني إلى جميع الأسماء الإلهية كلها و الأسماء الكونية فله التخلق بالأسماء فله حالات خمس يقابل بها كل ما سواه بحسب ما ينظرون إليه إذ هو الكلمة الجامعة و أعطاه اللّٰه من القوة بحيث إنه ينظر في النظرة الواحدة إلى الحضرتين فيتلقى من الحق و يلقي إلى الخلق فمنهم الناظر إليه من حيث شكله فيمده من ذلك المقام بأمور خاصة تختص بالشكل و منهم الناظر إليه من حيث طبيعته فيمده من ذلك المقام بأمور خاصة تختص بالطبع كما يمده الحق في شكله من اسمه المحيط و في طبيعته من حياته و علمه و إرادته و قدرته و منهم من ينظر إليه من حيث جسمه فيمده من ذلك المقام بأمور خاصة تختص بالجسم كما يمده الحق من حضرته بما يظهر في ذاته و صفاته و أفعاله و منهم الناظر إليه كفا حالا منازعة فيمده من ذلك المقام بأمور خاصة تختص بالمكافحة كما يمده الحق من اسمه البعيد و المعز إن كان ذليلا و المذل إن كان عزيزا و منهم الناظر إليه من حيث إنه مثل له في المرتبة فإنه بالمرتبة كان خليفة و قد شورك فيها فقال ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاٰئِفَ فِي الْأَرْضِ﴾ [فاطر:39]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية