من نفس الرحمن هو قوله ﴿هُوَ اللّٰهُ الَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ﴾ [الحشر:23] هذا توحيد النعوت و هو من توحيد الهوية المحيطة فله النعوت كلها نعوت الجلال فإن صفات التنزيه لا تعطي الثبوت و الأمر وجودي ثابت فلهذا قدم الهوية و أخرها حتى إذا جاءت نعوت السلب و حصلت الحيرة في قلب السامع منعت الهوية بإحاطتها أن يخرج السامع إلى العدم فيقول فما ثم شيء وجودي إذ قد خرج عن وجود العقل و الحس فيلحقه بالعدم فتمنعه الهوية فإن الضمير لا بد أن يعود على أمر مقرر فافهم
(التوحيد الخامس و الثلاثون)
من نفس الرحمن هو قوله ﴿اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ وَ عَلَى اللّٰهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [التغابن:13] هذا توحيد الرزايا و الرجوع فيها إلى اللّٰه ليزول عنه ألمها إذ رأى ما أصيب فيه قد حصل بيد من يحفظ عليه وجوده و لهذا أثنى اللّٰه على من يقول إذا أصابته مصيبة ﴿إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ﴾ [البقرة:156] فهم لله في حالهم و هم إليه راجعون عند مفارقة الحال فمن حفظ عليه وجوده و حفظ عليه ما ذهب منه و كان ما حصل عنده أمانة إلى وقتها فما أصيب و لا رزئ فتوحيد الرزايا أنفع دواء يستعمل و لذلك أخبر بما لهم منه تعالى في ذلك فقال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية