﴿فَاعْبُدْنِي﴾ [ طه:14] و إذا قرئ بالجمع ظهر التغير بالانتقال في العين الواحدة من الكثير إلى الواحد فمساق الآية يقوي و أنا اخترناك لأنه عدد أمورا تطلب أسماء مختلفة فلا بد من التغيير و التجلي في كل صورة يدعى إليها و كان جملة ما تحصل من الصور في هذه الواقعة لموسى على ما روى اثنتي عشرة ألف صورة يقول له في كل صورة يا موسى ليتنبه موسى على أنه لو أقيم لصورة واحدة لا تسق الكلام و لم يقل في كل كلمة يا موسى فاعلم ذلك فإن هذا التوحيد في هذه الآية من أصعب ما يكون لقوله و أنا اخترناك فجمع ثم أفرد ثم عدد ما كلم به موسى عليه السّلام فهذا توحيد الجمع على كل قراءة غير أن قوله و أنا اخترناك قرأ بها حمزة على رب العزة في المنام فقال له ربه و أنا اخترناك فهي قراءة برزخية فلهذا جمع لأنه تجل صوري في منام فلا بد أن تكون القراءة هكذا فإذا أفردتها بعد الجمع فلأحدية الجمع لا غير
(التوحيد الثامن عشر)
من نفس الرحمن هو قوله ﴿إِنَّمٰا إِلٰهُكُمُ اللّٰهُ الَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً﴾ [ طه:98] هذا توحيد السعة من توحيد الهوية و هو توحيد تنزيه لئلا يتخيل في سعته الظرفية للعالم من أجل الاسم الباطن و الظاهر و نفس الرحمن و الكلمات التي لا تنفد و القول فقال إن سعته علمه بكل شيء لا أنه طرف لشيء و سبب هذا التوحيد لما جاء في قصة السامري و قوله عن العجل لما نبذ فيه ما قبضه من أثر الرسول فكان العجل ظرفا لما نبذ فيه فلما خار العجل قال ﴿هٰذٰا إِلٰهُكُمْ وَ إِلٰهُ مُوسىٰ﴾ [ طه:88]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية