فالأخفى عن صاحب السر هو ما لا يعلمه مما يكون لا بد أن يعلمه خاصة و ما تسمى إلا بأحكام أفعاله من طريق المعنى فكلها أسماء حسني غير أنه منها ما يتلفظ بها و منها ما يعلم و لا يتلفظ بها لما هو عليه حكمها في العرف من إطلاق الذم عليها فإنه يقول ﴿فَأَلْهَمَهٰا فُجُورَهٰا وَ تَقْوٰاهٰا﴾ [الشمس:8] و قدم الفجور على التقوى عناية بنا إلى الخاتمة و الغاية للخير فلو أخر الفجور على التقوى لكان من أصعب ما يمر علينا سماعه فالفجور يعرض للبلاء و التقوى محصل للرحمة و قد تأخر التقوى فلا يكون إلا خيرا و قال تعالى ﴿اَللّٰهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ﴾ [البقرة:15] و لا يشتق له منه اسم لما ذكرناه ﴿فَلَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ﴾ [الإسراء:110] في العرف و حسن غيرها مبطون مجهول في العرف إلا عند العارفين بالله و يندرج في هذا العلم بسبب الألف و اللام التي هي للشمول جميع ما ينطلق عليه اسم السر و ما هو أخفى من ذلك السر و من السر النكاح قال تعالى ﴿وَ لٰكِنْ لاٰ تُوٰاعِدُوهُنَّ سِرًّا﴾ [البقرة:235]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية