و إن كان الخشب لغيره فالتابوت من حيث صنعته يضاف إلى النجار و من حيث الملك يضاف للمالك لا إلى النجار فالنجار آلة للمالك و اللّٰه ما نفى إلا الشريك في الملك لا الشريك في الصنعة ﴿أَلاٰ لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبٰارَكَ اللّٰهُ رَبُّ الْعٰالَمِينَ﴾ [الأعراف:54] و أما الضرب الثاني فهو ما أوجده لا بسبب و هو إيجاده أعيان الأسباب الأول فإذا كبرت ربك عن الولي و الشريك فقيده في ذلك بما قيده الحق و لا تطلق فيفتك خير كثير و علم كبير و كذلك قوله و كبره ﴿أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً﴾ [مريم:92] فإن الولد للوالد ليس بمتخذ لأنه لا عمل له فيه على الحقيقة و إنما وضع ماء في رحم صاحبته و تولى إيجاد عين الولد سبب آخر و المتخذ الولد إنما هو المتبني كزيد لما تبناه رسول اللّٰه ﷺ فقال لنا ﴿وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً﴾ [الإسراء:111]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية