فإن كان التالي أعني الذاكر بالقرآن ممن للشيطان عليه سبيل حينئذ يجب عليه أن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فاستعاذة الحق بما هو عليه من صفات التقديس و التنزيه مما ينسب إليه مما لا يليق به كما قال تعالى اللّٰه عما يقول الظالمون علوا كبيرا و ﴿سُبْحٰانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ﴾ [الصافات:180] فوقع العياذ برب العزة ﴿عَمّٰا يَصِفُونَ﴾ [الأنعام:100] يريد مما يطلق عليه مما لا ينبغي لجلاله من الصاحبة و الولد و الأنداد فهذا كله عياذ إلهي لأنه كلامه و أما الاستعاذة به منه فهو ما ورد من تجليه في صورة تنكر فيتعوذ المتجلي له منها بتجل في صورة يعرف و هو عين الصورة الأولى و الثانية و قد بينا لك في هذا الكتاب أنه الظاهر في مظاهر الأعيان فهو المستعيذ به منه و من هذا الباب قوله أعوذ برضاك من سخطك و بمعافاتك من عقوبتك هو قوله ﴿إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقٰابِ وَ إِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الأنعام:165] و قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية