و قد يطلق الكلام على الترجمة في لسان المترجم و ينسب الكلام إلى المترجم عنه في ذلك فالقول له أثر في المعدوم و هو الوجود و الكلام له أثر في الموجود و هو العلم و الموصوف بالتبديل في قوله ﴿يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مٰا عَقَلُوهُ﴾ [البقرة:75] و قوله ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاٰمَ اللّٰهِ﴾ [الفتح:15] هو في الترجمة فإنها تقبل التبديل و المعاني تابعة للكلام فلا يفهم من الأمر الذي حرف به و بدل المعنى الذي يفهم من الأصل و لذلك ألحق التبديل و التحريف بالأصل و إن كان لا يقبل التحريف و لا التبديل لأنه كلام إلهي لا يحكى و لا يوصف بالوصف الذاتي فإذا وقع التجلي في أي صورة كانت فلا يخلو أن كانت من الصور المنسوب إليها الكلام في العرف أو لا تكون فإن كانت من الصور المنسوب إليها الكلام فكلامها من جنس الكلام المنسوب إليها لحكم الصورة على التجلي مثل قوله ﴿عُلِّمْنٰا مَنْطِقَ الطَّيْرِ﴾ [النمل:16]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية