و أما استقلاله الكثير في حق أحبابه من عباده فإن ما عند اللّٰه ما له نهاية و دخول ما لا نهاية له في الوجود محال فكل ما دخل في الوجود فهو متناه فإذا أضيف ما تناهي إلى ما لا يتناهى ظهر كأنه قليل أو كأنه لا شيء و إن كان كثيرا و هنا نظر يطول فاقتصرنا
(منصة و مجلى)نعت المحب يعانق طاعة محبوبه و يجانب مخالفته
قال شاعرهم
تعصى الإله و أنت تظهر حبه *** هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته *** إن المحب لمن يحب مطيع
المحب عبد و العبد من وقف عند أوامر سيده و تجنب مخالفة أوامره و نواهيه فلا يراه حيث نهاه و لا يفقده حيث أمر لا يزال ماثلا بين يديه فإذا أمره رأى هذا المحب أنه قد امتن عليه حيث استعمله و أمره و إن هذا من عنايته به و إن فقد رؤيته و مشاهدته فيما شغله به فهو في نعيم و لذة بكونه يتصرف في مراسيم سيده و عن إذنه فإن كان المحب اللّٰه فأمر المحبوب له دعاؤه و رغبته فيما يعن له و يحبه ثم إنه يكره أشياء فيدعوه بصفة النهي مثل قوله ﴿لاٰ تُزِغْ قُلُوبَنٰا﴾ [آل عمران:8] و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية