﴿مٰا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاٰغُ﴾ [المائدة:99] و معنى الاتباع أن نفعل ما يقول لنا فإن قال اتبعوني في فعلي اتبعناه و إن لم يقل فالذي يلزمنا الاتباع فيما يقول فينتج لنا الاتباع فيما أمرنا به و نهانا عنه و الوقوف عند حدوده أن نتبعه في أفعاله في خلقه و هي المسماة كرامة و آية أي علامة على صدق الاتباع و الرسل أيضا تابعون فإنه يقول عليه السّلام إن أتبع إلا ما يوحى إلي فيكون ما يظهر عليه من الاتباع في فعل اللّٰه نتيجة اتباعه لأوامر اللّٰه آية و يكون لنا ذلك كرامة و هو الفعل بالهمة و التوجه من غير مباشرة فيظهر على يد هذا العبد من خرق العوائد مما لا ينبغي أن يكون إلا على ذلك الوجه من غير سبب إلا مجرد الإرادة إلا لله تعالى فإن ذلك الفعل إذا ظهر عن سبب موضوع ظاهر لم يكن من هذا الباب كطيران الطائر بسبب ظاهر و إن كان لا يمسكه إلا اللّٰه أي اللّٰه الذي وضع له أسباب الإمساك في الهواء و الإنسان إذا اخترق الهواء و مشى فيه بمجرد الإرادة لا بسبب ظاهر معتاد أشبه فعل الحق في تكوين الأشياء بالإرادة فهذا الفارق بينه و بين وقوع ذلك بالأسباب و أصله التحقق بالاتباع و المتبع في التشريع إنما هو اللّٰه و المتبع في الفعل بالإرادة إنما هو اللّٰه و الكل بعناية اللّٰه و مشيئته
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية