و أين التحليل من التحريم في العين الواحدة للشخصين فيحرم على هذا ما يحل لهذا فيتوارد حكمان مختلفان على عين واحدة فانظر حكم الطبيعة المتضادة من أين صدرت و ما كان سبب وجودها متقابلة من العلم الإلهي لتعلموا أنه ليس بيد أحد من المخلوقين مما سوى اللّٰه من الأمر شيء لا في الدنيا و لا في الآخرة حتى أن الآخرة ذات دارين رؤية و حجاب فالحمد لله الذي أبان لنا عن الأمور و مصادرها و مواردها و جعلنا من العارفين بها فالله يجعلنا ممن أسعده بما علمه فقد تبين لك أن المحبوب هو الاتصال بموجود ما من كثيرين أو قليلين و مع كونه مؤانسة و مجالسة و تقبيلا و عناقا و غير ذلك بحسب ما تقتضيه حقيقة الموجود فيه عين المحبوب و بحسب حقيقة المحب فالمحبوب واحد العين متنوع و هو حب الاتصال خاصة إما بحديث أو ضم أو تقبيل هذا تنوعه في واحد أو كثيرين فلا يصح أن يحب المحب اثنين أصلا لأن القلب لا يسعهما فإن قلت هذا يمكن أن يصح في حب المخلوق و أما في حب الخالق فلا فإنه قال يحبهم فأحب كثيرين قلنا الحب معقول المعنى و إن كان لا يحد فهو مدرك بالذوق غير مجهول و لكن عزيز التصور و هو مجهول النسبة إلى اللّٰه تعالى فإن اللّٰه ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] فقولك و أما في حب الحق فلا هذا تحكم منك فإنه لا يقول هذا إلا من يعرف ذات الحق و هي لا تعرف فلا تعرف النسبة و تعرف المحبة فإنه ما خاطب عباده إلا بلسانهم و بما يعرفونه في لحنهم من كل ما ينسبه إلى نفسه و وصف أنه عليه و لكن كيفية ذلك مجهولة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية