﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] فثبت الأسباب الموجبة للحب التي نفاها العقل بدليله و هذا معنى «قوله فخلقت الخلق فتعرفت إليهم فعرفوني» فما يعرف اللّٰه إلا بما أخبر به عن نفسه من حبه إيانا و رحمته بنا و رأفته و شفقته و تحببه و نزوله في التحديد لمثله تعالى و نجعله نصب أعيننا في قلوبنا و في قبلتنا و في خيالنا حتى كأنا نراه لا بل نراه فينا لأنا عرفناه بتعريفه لا بنظرنا و منا من يراه و يجهله فكما أنه لا يفتقر إلى غيره كذلك و اللّٰه لا يحب في الموجودات غيره فهو الظاهر في كل محبوب لعين كل محب و ما في الموجود إلا محب فالعالم كله محب و محبوب و كل ذلك راجع إليه كما أنه لم يعبد سواه فإنه ما عبد من عبد إلا بتخيل الألوهية فيه و لولاها ما عبد يقول تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية