﴿أَنَّهٰا تَسْعىٰ﴾ [ طه:66] فأقاموا ذلك في حضرة الخيال فأدركها موسى مخيلة و لا يعرف أنها مخيلة بل ظن أنها مثل عصاه في الحكم و لهذا خاف فقيل له ﴿لاٰ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلىٰ﴾ [ طه:68] فالفرقان بين الخيال المتصل و الخيال المنفصل أن المتصل يذهب بذهاب المتخيل و المنفصل حضرة ذاتية قابلة دائما للمعاني و الأرواح فتجسدها بخاصيتها لا يكون غير ذلك و من هذا الخيال المنفصل يكون الخيال المتصل و الخيال المتصل على نوعين منه ما يوجد عن تخيل و منه ما لا يوجد عن تخيل كالنائم ما هو عن تخيل ما يراه من الصور في نومه و الذي يوجد عن تخيل ما يمسكه الإنسان في نفسه من مثل ما أحس به أو ما صورته القوة المصورة إنشاء لصورة لم يدركها الحس من حيث مجموعها لكن جميع آحاد المجموع لا بد أن يكون محسوسا فقد يندرج المتخيل الذي هو صورة الملك في صورة البشر و هو من الخيال المنفصل في الخيال المتصل فيرفعه في الخيال المتصل و هو خيال بينهما صورة حسية لولاها ما رفع مثالها الخيال المتصل و من هذا الباب التجلي الإلهي في صور الاعتقادات و هذا مما يجب الايمان به
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية