﴿إِلَيْهِ ثَمَرٰاتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [القصص:57] و هو صاحب الإكسير الذي تحمله على المعنى فيجسده في أي صورة شاء لا يتوقف له النفوذ في التصرف و الحكم تعضده الشرائع و تثبته الطبائع فهو المشهود له بالتصرف التام و له التحام المعاني بالأجسام يحير الأدلة و العقول فلنبينه إن شاء اللّٰه في هذا الفصل بأوجز ما يمكن و أبلغ و اللّٰه الموفق لا رب غيره اعلموا يا إخواننا أنه ما من معلوم كان ما كان إلا و له نسبة إلى الوجود بأي نوع كان من أنواع الوجود فإنه على أربعة أقسام فمنها معلوم يجمع مراتب الوجود كلها و منها معلوم يتصف ببعض مراتب الوجود و لا يتصف ببعضها و هذه المراتب الأربعة التي للوجود منها الوجود العيني و هو الموجود في نفسه على أي حقيقة كان من الاتصاف بالدخول و الخروج أو بنفيهما فيكون مع كونه موجودا في عينه لا داخل العالم و لا خارج لعدم شرط الدخول و الخروج و هو التحيز و ليس ذلك إلا لله خاصة و أما ما هو من العالم قائم بنفسه غير متحيز كالنفوس الناطقة و العقل الأول و النفس و الأرواح المهيمة و الطبيعة و الهباء و أعني بهذه كلها أرواحها فكل ذلك داخل في العالم إلا أنه لا داخل أجسام العالم و لا خارج عنها فإنها غير متحيزات
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية