﴿وَ لاٰ تَتَّبِعِ الْهَوىٰ﴾ [ص:26] فحجرت عليه و التحجير ابتلاء و التشريف إطلاق و لا نسب في التحكم إلى عدل و لا إلى جرر و لا ولي الخلافة في العالم إلا أهل اللّٰه بل ولى اللّٰه التحكم في العالم من أسعده اللّٰه به و من أشقاه من المؤمنين و مع هذا أمرنا الحق أن نسمع له و نطيع و لا نخرج يدا من طاعة و قال فإن جاروا فلكم و عليهم و هذه حالة ابتلاء لا حالة شرف فإنه في حركاته فيها على حذر و قدم غرور و لهذا يكون يوم القيامة على بعض الخلفاء ندامة فإذا وقف الإنسان على معرفة نفسه و اشتغل بالعلم بحقائقه من حيث ما هو إنسان فلم ير فرقا بينه و بين العالم و رأى أن العالم الذي هو ما عدا الثقلين ساجد لله فهو مطيع قائم بما تعين عليه من عبادة خالقه و منشئه طلب الحقيقة التي يجتمع فيها مع العالم فلم يجد إلا الإمكان و الافتقار و الذلة و الخضوع و الحاجة و المسكنة ثم نظر إلى ما وصف به الحق العالم كله فرآه قد وصفه بالسجود له حتى ظله و رأى أنه ما وصف بذلك من جنسه إلا الكثير لا الكل كما وصف كل جنس من العالم فخاف أن يكون من الكثير الذي حق عليه العذاب ثم رأى أن العالم قد فطروا بالذات على عبادة اللّٰه و افتقر هذا الإنسان إلى من يرشده و يبين له الطريق المقربة إلى سعادته عند اللّٰه لما سمع اللّٰه يقول ﴿وَ مٰا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّٰ لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:56]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية