و لو رامها أحد غيره *** لزلزلت
﴿اَلْأَرْضُ زِلْزٰالَهٰا﴾ [الزلزلة:1] فإذا أعطى التحكم في العالم فهي الخلافة فإن شاء تحكم و طهر كعبد القادر الجيلي و إن شاء سلم و ترك التصرف لربه في عباده مع التمكن من ذلك لا بد منه كأبي مسعود بن الشبلي إلا أن يقترن به أمر إلهي كداود عليه السّلام فلا سبيل إلى رد أمر اللّٰه فإنه الهوى الذي نهي عن اتباعه و كعثمان رضي اللّٰه عنه الذي لم يخلع ثوب الخلافة عن عنقه حتى قتل لعلمه بما للحق فيه فإن رسول اللّٰه ﷺ نهاه أن يخلع عنه ثوب الخلافة فكل من اقترن بتحكمه أمر إلهي وجب عليه الظهور به و لا يزال مؤيدا و من لم يقترن به أمر إلهي فهو مخير إن شاء ظهر به ظهر بحق و إن شاء لم يظهر فاستتر بحق و ترك الظهور أولى فتلحق الأولياء الأنبياء بالخلافة خاصة و لا يلحقونهم في الرسالة و النبوة فإن بابهما مسدود فللرسول الحكم فإن استخلف فله التحكم فإن كان رسولا فتحكمه بما شرع و إن لم يكن رسولا فتحكمه عن أمر اللّٰه بحكم وقته الذي هو شرع زمانه فإنه بالحكم ينسب إلى العدل و الجور انتهى الجزء العاشر و مائة «(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية