﴿لَوْ كٰانَ فِيهِمٰا آلِهَةٌ إِلاَّ اللّٰهُ لَفَسَدَتٰا﴾ [الأنبياء:22] هذه مقدمة و المقدمة الأخرى السماء و الأرض و أعني بهما كل ما سوى اللّٰه ما فسدتا و هذه هي المقدمة الأخرى و الجامع بين المقدمتين و هو الرابط الفساد فانتجنا أحدية المخصص و هي المطلوب و إنما قلنا ذلك لأنه لو كان ثم إله زائد على الواحد لم يخل هذا الزائد إما أن يتفقا في الإرادة أو يختلفا و لو اتفقا فليس بمحال أن يفرض الخلاف لننظر من تنفذ إرادته منهما فإن اختلفا حقيقة أو فرضا في الإرادة فلا يخلو إما أن ينفذ في الممكن حكم إرادتهما معا و هو محال لأن الممكن لا يقبل الضدين و إما أن لا ينفذ أو إما أن ينفذ حكم إرادة أحدهما دون الآخر فإن لم ينفذ حكم إرادتهما فليس واحد منهما بإله و قد وقع الترجيح فلا بد أن يكون أحدهما نافذ الإرادة و قصر الآخر عن تنفيذ إرادته فحصل العجز و الإله ليس بعاجز فالإله من نفذت إرادته و هو اللّٰه الواحد لا شريك له و هكذا استدل الخليل عليه السّلام في الأقوال فأعطاه النظر أن الأفول يناقض حفظ العالم فالإله لا يتصف بالأفول أو الأفول حادث لطروه على الآفل بعد أن لم يكن آفلا و الإله لا يكون محلا للحوادث لبراهين أخر قريبة المأخذ و هذه الأنوار قد قبلت الأفول فليس واحد منها بإله و هذه بعينها طريقة قوله تعالى ﴿لَوْ كٰانَ فِيهِمٰا آلِهَةٌ إِلاَّ اللّٰهُ لَفَسَدَتٰا﴾ [الأنبياء:22]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية