﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] و دليل العقل يقضي به فله السيادة و العالم عبيد فخدمة لا صحبة و إنما امتنعت الصحبة من الطرف الواحد و صحت من الطرف الآخر لما نذكره فالحق ليس بصاحب لا حد من المخلوقين إلا بالصحبة التي أرادها الشارع في «قوله أنت الصاحب في السفر» بذلك المعنى كما اتخذناه وكيلا فيما هو ملكه و لأنه الفعال لما يريد : كما قال ما يكون فعالا لما تريد أنت إلا إن توافق إرادتك إرادته ﴿وَ مٰا تَشٰاؤُنَ إِلاّٰ أَنْ يَشٰاءَ اللّٰهُ﴾ [الانسان:30] أن تشاءوا فمن حيث إنه أراد فعل لا من حيث إنك أردت و الصاحب من يترك إرادته لإرادة صاحبه و هذا في جناب الحق محال فلا يصحب الرب إلا ربوبيته لكن يصحبه العالم لصحة هذا الشرط منه فمن صحبه من العالم ترك إرادته و غرضه و محابه و مراضيه لإرادة سيده و إن كره ذلك العبد فإن دعواه في الصحبة تجعله أن يوافق و يحمل ذلك و كذلك النبي لا يصحب إلا نبوته فإنه لا يتمكن للنبي أن يكون مع صاحبه بحيث ما يريد صاحبه منه و إنما هو مع ما يوحى إليه به لا يفعل إلا بحسبه فيصحب و لا يصحب و لهذا ليست الصحبة فعل فاعلين و كذلك الملك لا يصحب سوى ملكه فيصحب أيضا و لا يصحب فإن الناس مع الرسول في صحبتهم بحكم ما يشرع لهم ما هم بحكم إرادتهم برهانه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية