﴿فَأَلْهَمَهٰا فُجُورَهٰا وَ تَقْوٰاهٰا﴾ [الشمس:8] في أثر قوله ﴿وَ نَفْسٍ وَ مٰا سَوّٰاهٰا﴾ [الشمس:7] فإن أجابت منادى الهوى كان التغيير و إن أجابت منادى الروح كان التطهير شرعا و توحيدا فلما رأى الروح ينادي و لا يسمع مجيبا فقال ما منع ملكي من إجابتي قال له الوزير في مقابلتك ملك مطاع عظيم السلطان يسمى الهوى عطيته معجلة له الدنيا بحذافيرها فبسط لها حضرته و دعاها فأجابته فرجع الروح بالشكوى إلى اللّٰه تعالى فثبتت عبوديته و ذلك كان المراد
[الأرباب و المربوبون في شتى العوالم]
و تنزلت الأرباب و المربوبون كل واحد على حسب مقامه و قدره فعالم الشهادة المنفصل ربهم عالم الخطاب و عالم الشهادة المتصل ربهم عالم الجبروت و عالم الجبروت ربهم عالم الملكوت و عالم الملكوت ربهم الكلمة و الكلمة ربها رب الكل الواحد الصمد و قد أشبعنا القول في هذا الفصل في كتابنا المسمى بالتدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية فأضربنا عن تتميم هذا الفصل هنا مخافة التطويل و كذلك ذكرناه أيضا في تفسير القرآن فسبحان من تفرد بتربية عباده و حجب من حجب منهم بالوسائط و خرج من هذا الفصل لمن عرف روحه و معناه أن الرب هو اللّٰه سبحانه و أن العالمين هو المثل الكلي و لذلك أوجده في العالمين على ثمانية أحرف عرشا و استوى عليه باللطف و التربية و الحنان و الرحمة الرحمانية المؤكدة بالرحيمية لتميز الدار الحيوان لقوله تعالى ﴿اَلرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة:1] فعم بالرحمن و خص بالرحيم فالرحمن في عالمه بالوسائط و غيرها و الرحيم في كلماته بلا واسطة لوجود الاختصاص و شرف العناية فافهم و الأسلم تسلم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية