﴿مٰا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاٰغُ﴾ [المائدة:99] و ليس له التحكم في المخالف إنما له تشريع الحكم عن اللّٰه أو بما أراه اللّٰه خاصة فإذا أعطاه اللّٰه التحكم فيمن أرسل إليهم فذلك هو الاستخلاف و الخلافة و الرسول الخليفة فما كل من أرسل حكم فإذا أعطى السيف و أمضى الفعل حينئذ يكون له الكمال فيظهر بسلطان الأسماء الإلهية فيعطي و يمنع و يعز و يذل و يحيي و يميت و يضر و ينفع و يظهر بأسماء التقابل مع النبوة لا بد من ذلك فإن ظهر بالتحكم من غير نبوة فهو ملك و ليس بخليفة فلا يكون خليفة إلا من استخلفه الحق على عباده لا من أقامه الناس و بايعوه و قدموه لأنفسهم و على أنفسهم فهذه هي درجة الكمال و للنفوس تعمل مشروع في تحصيل مقام الكمال و ليس لهم تعمل في تحصيل النبوة
[الخلافة تكون مكتسبة و النبوة غير مكتسبة]
فالخلافة قد تكون مكتسبة و النبوة غير مكتسبة لكن لما رأى بعض الناس الطريق الموصل إليها طاهر الحكم و من شاء اللّٰه يسلك فيه تخيل أن النبوة مكتسبة و غلط فلا شك أن الطريق يكتسب فإذا وصل إلى الباب يكون بحسب ما يخرج له في توقيعه و هنالك هو الاختصاص الإلهي فمن الناس من يخرج له توقيع بالولاية و منهم من يخرج له توقيع بالنبوة و بالرسالة و بالرسالة و الخلافة و منهم من يخرج له توقيع بالخلافة وحدها فلما رأى من رأى أن هؤلاء ما خرج لهم هذا التوقيع إلا بعد سلوكهم بالأفعال و الأقوال و الأحوال إلى هذا الباب تخيل أن ذلك مكتسب للعبد فأخطأ
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية