«قد ورد في الصحيح عن اللّٰه تعالى أنه يقول يوم القيامة انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت له تامة و إن كان انتقص منها شيئا قال انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع و هو النافلة قال أكملوا لعبدي فريضته من تطوعه قال رسول اللّٰه ﷺ ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم» و ما شهد اللّٰه بنافلة لأحد إلا لرسول اللّٰه ﷺ فقال ﴿وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نٰافِلَةً لَكَ عَسىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقٰاماً مَحْمُوداً﴾ [الإسراء:79] و هو مقام القرب و السيادة المشهودة للكون فمن كان الحق سمعه فلا تدخل عليه شبهة فيما يسمع بل يدري ما سمع و من سمع و بمن سمع و ما يقتضيه ذلك المسموع فيعمل بحسب ذلك فلا يخطئ سمعه و كذلك إذا كان الحق بصره علم بمن أبصر و ما أبصر فلم يدخل في نظره شبهة و لا في حسه غلط و لا في عقله حيرة فهو لله بالله و كذلك في جميع حركاته و سكناته حركات عن تحقيق من محقق و لا ينظر في ذلك إلى تخطئة الغير فيها فإنه من المحال قطعا إن يكون في الوجود أمر يوافق أغراض الجميع فإن اللّٰه خلق نظرهم متفاوتا و ما جعل في موجوداته من تفاوت في نفس الأمر كما قال تعالى ﴿اَلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمٰاوٰاتٍ طِبٰاقاً مٰا تَرىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمٰنِ مِنْ تَفٰاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرىٰ مِنْ فُطُورٍ﴾ [الملك:3]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية