و الصنف الثاني الملائكة المسخرة و رأسهم القلم الأعلى و هو العقل الأول سلطان عالم التدوين و التسطير و كان وجودهم مع العالم المهيم غير أنه حجبهم اللّٰه عن هذا التجلي الذي هيم أصحابهم لما أراد اللّٰه أن يهبه هذا الصنف المسخر من رتبة الإمامة في العالم و له ولاية تخصه و تخص ملائكة التسخير
[الملائكة المدبرة]
و الصنف الثالث ملائكة التدبير و هي الأرواح المدبرة للأجسام كلها الطبيعية النورية و الهبائية و الفلكية و العنصرية و جميع أجسام العالم و لهؤلاء ولاية أيضا
[نصرة ملائكة التسخير بالدعاء للمؤمنين المذنبين]
فأما ملائكة التسخير فولايتهم أعني نصرتهم للمؤمنين إذا أذنبوا و توجهت عليهم أسماء الانتقام الإلهية و توجهت في مقامات تلك الأسماء أسماء الغفران و العفو و التجاوز عن السيئات فتقول الملائكة ما قال اللّٰه تعالى ﴿وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ [غافر:7] بقولهم ﴿رَبَّنٰا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً﴾ [غافر:7] ما يزيدون على ذلك في حق المؤمن العاصي غير التائب اتكالا منهم على علم اللّٰه فيما قصدوه في ذلك الكلام أدبا مع اللّٰه سبحانه حيث إنه استحق جناب اللّٰه على أهل اللّٰه أن يغار من أجله و يدعي على من عصاه و لم يقم بأمره و ما ينبغي لجلاله فإن الملائكة أهل أدب مع اللّٰه فقالوا ﴿رَبَّنٰا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً﴾ [غافر:7]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية