﴿وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق:16] فحدد خلاف المعقول و «أشارت السوداء إن اللّٰه في السماء حين قال لها رسول اللّٰه ﷺ أين اللّٰه و أثبت لها الايمان في إشارتها» و هذا خلاف دليل العقل فقد عرف من اللّٰه ما لم نعرف و مع هذا فنقول إن اللّٰه هو العالم بنفسه و هو الصحيح فما من اسم تسمى العبد به و لم يتسم الحق به و كان في الخلق نعت نقص و سفساف خلق إلا و العقل و الحق قد منع أن يطلق على اللّٰه ذلك الاسم أو ينسب إليه ذلك الخلق و مع هذا فإنه يخبر بأمور و فصول تقابل أدلة العقول فهو الفعال لما يشاء و الجاعل في خلقه ما يشاء لا احتكام عليه و هو الحاكم ﴿لاٰ يُسْئَلُ عَمّٰا يَفْعَلُ وَ هُمْ﴾ ﴿يُسْئَلُونَ﴾ و قد نبهناك على أمر جليل و علم عظيم و سر غامض خفي لا يعلمه إلا اللّٰه و من أعلمه من المخلوقين أحاله عقل و ورد به نقل و بعد عنه فهم و قبله فهم
[حقيقة معرفة النفس و حقيقة معرفة الرب]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية