[حدود حكم العقل و فساد تأويله على اللّٰه فيما هو فوق مستواه]
فأين حكم العقل على اللّٰه و فساد تأويله و كذلك نعيم الجنان في فواكهه ﴿لاٰ مَقْطُوعَةٍ وَ لاٰ مَمْنُوعَةٍ﴾ [الواقعة:33] فيتأوله من لا علم له بحمله على فصول السنة إن الفاكهة تنقضي بانقضاء زمانها ثم تعود في السنة الأخرى و فاكهة الجنة دائمة التكوين لا تنقطع هذا مبلغ علمهم في هذه المسألة و هي عندنا كما قال اللّٰه ﴿لاٰ مَقْطُوعَةٍ وَ لاٰ مَمْنُوعَةٍ﴾ [الواقعة:33] فإن اللّٰه جاعل لنا فيها رزقا يسمى قطفا و تناولا كما جعل اللّٰه لعالم الجن في العظام رزقا و ما نرى ينقص من العظم شيء و نحن بلا شك نأكل من فاكهة الجنة قطفا دانيا مع كون الثمرة في موضعها من الشجرة ما زال عينها لأنها دار بقاء لما يتكون فيها فهي دار تكوين لا دار إعدام و كذلك سوق الجنة ندخل في أي صورة شئنا من صور السوق مع كوننا على صورتنا لا ينكرنا أحد من أهلنا و لا من معارفنا و نحن نعلم أن قد لبسنا صورة جديدة تكوينية مع بقائنا على صورتنا فأين العقول و المعقول هنا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية