فالسنن الدلالات العقلية لأنها طرق و الفرائض هي التعريفات الشرعية بما هو الحق تعالى عليه بالنسبة إليه و بالنسبة إلى خلقه فاعبدوا اللّٰه عباد اللّٰه على النعت الذي وصف به نفسه في كتابه أو على لسان ألسنة رسله من غير زيادة و لا نقصان و لا تأويل يؤدي إلى تطفيف أو رجحان بل سلم إليه جل جلاله ما وصف به نفسه و إن استحال أو تناقض فذلك لقصورنا و جهلنا بما هو الأمر عليه و قد وفينا ما أعطته القوة العقلية النظرية من العلم في وجوده و بصدق المبلغين عنه تعالى ما أنزله على عبيده قلنا القبول من غير اعتراض و لو تناقض الأمر و استحال فما هو للعقل مجهول بالذات كيف يدخله فيما يرجع إلى ذاته في وجوب أو جواز أو استحالة فلا يتعدى العقل حده و يسلم إليه سبحانه ما أنزله و عرفنا به مما هو عليه فإن اللّٰه ﴿يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4] فلنا الايمان به و بما جاء من عنده على علمه في ذلك في كتاب و على لسان رسول و اللّٰه يوفقنا للوقوف عند ذلك فإنه لا يهلك على اللّٰه إلا هالك انتهى الجزء الخامس و التسعون (بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)
(الباب الحادي و التسعون في معرفة الورع و أسراره)
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية