و كان خباب بن الأرت و بلال و غيرهم من الأعبد و الفقراء لما تكبر كبراء قريش و أهل الجاهلية عن أن يجمعهم عند رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم مجلس واحد و أجابهم إلى ذلك رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فيقول لسان الظاهر إن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم كان يفعل لهم ذلك ليتألفهم على الإسلام لأن واحدا منهم كان إذا أسلم أسلم لإسلامه بشر كثير لكونه مطاعا في قومه و يترجم عن هذا المقام لسان الحقيقة أن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم لم يشاهد سوى الحق فأينما بري الصفة التي لا تنبغي إلا لله عظمها و لم يشاهد معها سواها و قام لها و وفاها حقها مثل العزة و الكبرياء و الغني فقال له ربه ﴿أَمّٰا مَنِ اسْتَغْنىٰ﴾ [عبس:5] فنبهه ببنية الاستغفال ﴿فَأَنْتَ لَهُ تَصَدّٰى﴾ [عبس:6] و قد علم أنه لمن تصدى محمد صلى اللّٰه عليه و سلم يقول له و إن كنت تعظم صفتي حيث تراها لغلبة شهودك إياي فقد أمرتك أن لا تشاهدها مقيدة في المحدثين و هو «قوله عليه السلام إن اللّٰه أدبني فأحسن أدبي» و هذا من ذلك التأديب*
[ترحيب النبي بمن عاتبه ربه فيهم]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية