الجواب الأم هي الجامعة و منه أم القرى و الرأس أم الجسد يقال أم رأسه لأنه مجموع القوي الحسية و المعنوية كلها التي للإنسان
[الفاتحة أم جميع الكتب المنزلة]
و كانت الفاتحة أما لجميع الكتب المنزلة و هي القرآن العظيم أي المجموع العظيم الحاوي لكل شيء و كان محمد صلى اللّٰه عليه و سلم قد أوتي جوامع الكلم فشرعه تضمن جميع الشرائع و كان نبيا و آدم لم يخلق فمنه تفرعت الشرائع لجميع الأنبياء عليهم السلام هم إرساله و نوابه في الأرض لغيبة جسمه و لو كان جسمه موجودا لما كان لأحد شرع معه و هو قوله لو كان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني
[شرع الإسلام أصل الشرائع و رسوله هو المقرر لها]
و قال تعالى ﴿إِنّٰا أَنْزَلْنَا التَّوْرٰاةَ فِيهٰا هُدىً وَ نُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هٰادُوا﴾ [المائدة:44] و نحن المسلمون و علماؤنا الأنبياء و نحكم على أهل كل شريعة بشريعتهم فإنها شريعة نبينا إذ هو المقرر لها و شرعه أصلها و أرسل إلى الناس كافة و لم يكن ذلك لغيره و الناس من آدم إلى آخر إنسان و كانت فيهم الشرائع فهي شرائع محمد صلى اللّٰه عليه و سلم بأيدي نوابه فإنه المبعوث إلى الناس كافة فجميع الرسل نوابه بلا شك فلما ظهر بنفسه لم يبق حكم إلا له و لا حاكم إلا رجع إليه و اقتضت مرتبته أن تختص بأمر عند ظهور عينه في الدنيا لم يعطه أحد من نوابه و لا بد أن يكون ذلك الأمر من العظم بحيث أنه يتضمن جميع ما تفرق في نوابه و زيادة
[الصفات السبع النفسية و احتواؤها على جميع الأسماء الإلهية]
و أعطاه أم الكتاب فتضمنت جميع الصحف و الكتب و ظهر بها فينا مختصرة سبع آيات تحتوي على جميع الآيات كما كانت السبع الصفات الإلهية تتضمن جميع الأسماء الإلهية كلها و يرجع كل اسم إلهي إلى واحد منها بلا شك و قد فعل ذلك الأستاذ أبو إسحاق الأسفراييني في كتاب الجلي و الخفي له فرد جميع الأسماء إليها و ما وجد من الأسماء الإلهية لصفة الكلام إلا الاسم الشكور و الشاكر خاصة و باقي الأسماء قسمها على الصفات فقبلتها حيث تتضمنها بلا شك فمنها ما ألحقه بالعلم و منها بالقدرة و سائر الصفات
[الحق اللّٰه بأم الكتاب جميع الكتب المنزلة على الأنبياء]
فكذلك أم الكتاب ألحق اللّٰه بها جميع الكتب و الصحف المنزلة على الأنبياء نواب محمد صلى اللّٰه عليه و سلم فادخرها له و لهذه الأمة ليتميز على الأنبياء بالتقدم و أنه الإمام الأكبر و أمته التي ظهر فيها خير
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية