[انفتحت في الألف الحروف كلها الرقمية و اللفظية]
فابتدءوا بالألف في الرقم لما ذكرناه و انفتحت فيه أشكال الحروف كلها لأن أصل الأشكال الخط كما إن أصل الخط النقطة و الخط هو الألف فالحروف منه تتركب و إليه تنحل فهو أصلها و أما الحروف اللفظية فالألف يحدثها بلا شك كما يظهر الألف عن الحرف إذا أشبعته الفتح فإنه يدل على الألف كما أنك إذا أشبعت الحرف الضم دل على ألف الميل و هو واو العلة و إنما ظهر عن الرفع المشبع لأن العلة أرفع من المعلول فما ظهر عن الحرف إلا بصفة الرفع البالغ ليعلم أنه و إن مال فإنه ما مال إلا عن رفعة رحمة بك ليوجدك مظهرا لخالقك أ لا تراه في حرف الإيجاد كيف جاء برفع الكاف المشبع فقال ﴿إِنَّمٰا قَوْلُنٰا لِشَيْءٍ إِذٰا أَرَدْنٰاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ﴾ [النحل:40] فجاء بالكاف مشبعة الضم لتدل على الواو
[لا يرفع الأسباب إلا جاهل بالوضع الإلهي]
فإن قلت و أين الواو قلنا غيب في السكون الذي هو الثبوت فإن الحق يستحيل عليه الحركة فلما التقى سكون الواو من كون و سكون النون اتصفت الواو بالغيب فلم تظهر و لزمت الهوية و لهذا هو الهو غيب و ضمير عن غائب و بقيت النون ساكنة تدل على سكون الواو و ظهرت النون على صورة الواو في السكون و هو الثبوت كقوله خلق آدم على صورته فأثبت الأسماء بوجود النون في كن أي ما ثم كائن حادث إلا عند سبب فلا يرفع الأسباب إلا جاهل بالوضع الإلهي و لا يثبت الأسباب إلا عالم كبير أديب في العلم الإلهي
[الحروف اللفظية و الرقمية و الفكرية و ما ينشأ عنها من العوالم]
فعن الحروف اللفظية يوجد عالم الأرواح و عن الحروف الرقمية يوجد عالم الحس و عن الحروف الفكرية يوجد عالم العقل في الخيال و من كل صنف من هذه الحروف تتركب أسماء الأسماء
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية